وأخيراً.. موعد "الحل السحري" لزحمة السير

"خبر سارّ للبنانيين.. لا زحمة سير بعد رأس السنة"! هذا ما وُعدنا به، وهذا ما أَفرَجَ بعضاً من التوتّر الكبير الذي يأسر كثيراً من اللبنانيين ساعات طويلة، بعدما أُعلن قبيل نهاية عام 2015 عن خطّة وضعتها هيئة إدارة شؤون السير، للحدّ من الزحمة التي تشهدها مداخل بيروت يوميًا، وستبدأ بتطبيقها مطلع العام (2016). هذه الخطة التي تعتمد على رفع لوحات إلكترونية إرشادية (Variable Message Sign) موزعة على مداخل العاصمة الرئيسية، أي ضبيه، المدينة الرياضية وقرب وزارة الدفاع في اليرزة، تُعطي توجيهات للسائق عن حركة السير على الطرق الرئيسية، لتسمح لأي شخص بتغيير مساره وسلوك طريق فرعية أخرى تقود إلى المكان الذي يقصده، لم تدخل حيّز التنفيذ حتى السّاعة.
إذًا، مع انتهاء الشهر الاول من 2016، لم يلاحظ اللبنانيون أي تغيير بشأن الطرق وأحوالها، ولا حتّى زحمة السير التي ما زالت تشكل عبئًا للسائقين وغير السائقين، فأين أصبح الحلّ "السحري" لزحمة السير؟
أسباب التأخير
"لبنان 24" استوضح أسباب تأخير رفع اللوحات، من رئيس فريق المهندسين في غرفة التحكم المروري في وزارة الداخلية، المهندس جان دبغي، الذي كشف عن سببين أساسيين، قائلًا: "في لبنان غالبًا ما تكون الامور معقدّة، فنحن بحاجة لموافقة البلديات، والاتفاق مع المحافظ، بالرغم من وجود كتاب من وزارة الداخلية، إلّا أننا نراعي وجود عقارات خاصّة على طرف الطريق، لعدم إقفال واجهة أي محلّ".
أمّا السبب الثاني، أضاف دبغي، إن "اللوحات مقدّمة كهبة من الاتحاد الاوروبي، وقد تكفّلت هيئة إدارة السير بتركيبها، إلّا أن الاتحاد لم يقم بعد بتعيين خبير للإشراف على العملية، وفق ما تقتضي الأصول"، مؤكدًا أنه سيحاول "الضغط على الاتحاد الاوروبي للاستمرار بالعمل بأسرع وقت ممكن، إذ أنه لم يعد من الممكن أن نتأخر".
موعد التنفيذ
وحدّد دبغي لـ"لبنان 24"، موعد بدء تركيب اللوحات مع نهاية الأسبوع المقبل: الأحد 13 شباط في ضبيه، والأحد الذي يليه عند المدينة الرياضية، من ثمّ في منطقة الجمهور، مع العلم أن الموافقة النهائية لم تؤخذ بعد من بلدية بعبدا، ولفت إلى أنه "تمّ تحديد أيام الآحاد تفاديًا لزحمة السير لأنه في موعد التركيب سيتمّ قطع الطريق بشكل تامّ لأن اللوحات ضخمة وتمتدّ على عرض الاوتوستراد (أي بعرض 16 مترًا تقريبًا)"، مشيرًا إلى أنه "سيصدر بيان عن قوى الأمن للإعلان عن موعد قطع الطرق، تجنبًا للزحمة".
هل حقًا ستنتهي الزحمة؟
وعن إمكانية انتهاء الزحمة عبر هذه اللوحات، أوضح دبغي أنها "مستخدمة في مختلف دول العالم، وهي تساهم بتخفيف الزحمة، وتفيد المواطن بشكل كبير، إلّا أنها لن تنهي الزحمة نهائيًا"، مضيفًا إنّها "تقدّم معلومات عن المناطق التي تشهد زحمة السير، حوادث السير، قطع أي طريق، وتحويل السير خصوصًا على الطريق البحري، ما يساعد المواطن لتغيير طريقه واستخدام طرق فرعية إن دعت الحاجة وكان الأمر متاحًا". وشدد على أن "هذه اللوحات لا تقدّم أي طرق بديلة لسلوكها، بل هي تُنذر السائق بأحوال الطرق بشكل عام".
أما عن احتمال تخفيف السرعة للإطلاع على ما هو مكتوب عليها، ما قد يعرقل السير أكثر فأكثر عند هذه اللوحات، قال إنه "من الممكن رؤيتها بشكل واضح من مسافة بعيدة، ولا داعي للتوقف أو تخفيف السرعة، وهي لن تنقل إلّا المعلومات والارشادات العامّة والمختصرة".