
رنده حوش رئيسة مؤسسة زينه الحوش :
لا تسمحوا لأبنائكم بالقيادة قبل سن الثامنة عشرة وقبل معرفتهم بأصول القيادة السليمة
أعلنت السيدة رنده حوش، رئيسة مؤسسة زينه حوش، انها أسست الجمعية بعد وفاة ابنتها زينه بحادث سير مأساوي في 21 تموز 2004 وانها تعمل على توعية الشباب اللبناني حول أخطار القيادة، الكحول، والسرعة عبر إقامة الندوات وإلقاء المحاضرات في المدارس والجامعات.
وأكّدت السيدة حوش على أهمية تعلم القيادة بالطرق العلمية على أيدي اختصاصيين، ودعت إلى إدخال مادة السلامة العامة في المنهاج التربوي وجعلها من الأولويات، علماً أن عام 2007 سجل سقوط حوالي 870 قتيلاً وأكثر من 11400جريح في حوادث مرورية في لبنان.
ودعت حوش الأهالي إلى عدم السماح لأبنائهم بالقيادة قبل إلمامهم بأصول القيادة السليمة قبل سن 18، وعدم تقديم إجازة السوق هدية في عيد ميلادهم حفاظاً على حياتهم.
من هي مؤسسة زينه حوش؟ ومتى تأسست؟
بعد تعرض ابنتي زينه لحادث سير مأسوي أدى إلى وفاتها عن عمر 18 سنة في يوم حفل تخرجها من المدرسة في 21 تموز 2004، أخذت على نفسي رسالة مواجهة حوادث السير في لبنان منذ وقوع تلك الحادثة، فتعاونت مع اليازا وعدد من أصدقاء زينة لتأسيس جمعية مؤسسة زينة حوش لتوعية الشباب اللبناني حول أخطار القيادة والكحول والسرعة، خصوصاً أن فئة الشباب هم أكثر الفئات عرضة لحوادث السير.
فالدموع التي ذرفتها على ابنتي لن ترجعها لي، لذلك قررت النضال والمساهمة في مواجهة معضلة حوادث السير لحماية الشباب وتجنيب الآخرين فاجعة فقدان الأحبة.
ما هي أبرز أهداف الجمعية؟
تهدف الجمعية إلى تنظيم إجتماعات، ندوات ومحاضرات توعية حول حوادث السير، بالتعاون مع اليازا، لحث الشباب في المدارس والجامعات على التقيد بأنظمة المرور للحؤول قدر المستطاع دون وقوع ضحايا على الطرق.
ما هي أبرز المواقف التي صادفتها أثناء نشاطك؟
في إحدى الندوات، التقيت بفتاة تبلغ من العمر 17 سنة تقود السيارة منذ أن كانت ف سن الخامسة عشرة وكانت قد تعرضت لحادث سير مفجع، وبعد شفائها عاودَت القيادة وكأن شيئاً لم يحدث! فكانت شهادة حية على نتائج غياب التوعية وتعزيزاً لقناعتي بوجوب العمل مع الشباب والأهل في مواجهة حوادث السير.
لماذا الشباب هم أكثر الفئات تعرضاً لحوادث السير؟
يختزن الشباب طاقات كبيرة، وهم مندفعون في الحياة، يريدون التعبير عن ذاتهم بأية طريقة، فيعمدون إلى القيادة بسرعة جنونية مخالفين أبسط قواعد السلامة، معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
ففي العام 2007 سقط حوالي 870 قتيلاً وأكثر من 11400 جريح، وتشير التوقعات بحسب دراسات مؤسسة الأبحاث العلمية SRF إلى أن هذه الأرقام مرشحة للتصاعد في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
ما هي الإجراءات التي تقترحونها للحد من حوادث السير؟
أجد أنه كما ينتسب الطالب إلى المدرسة ويخضع لإمتحان رسمي في البكالوريا، يجب أن ينتسب إلى مدرسة تعليم القيادة ويخضع لإمتحان نظري وعملي يحضِّر له كما يحضر لإمتحان البكالوريا، بعد أن يكون قد درس وتعلم القيادة وفق الطرق العلمية على أيدي إختصاصيين.
الجدير بالذكر أن اليازا قامت بإعداد كتب علمية متخصصة حول تعلم مبادئ القيادة الآمنة كدليل السائق، ودليل أسئلة وأجوبة تعلم السوق في اللغة العربية والإنكليزية والفرنسية.
هل ما زال بالإمكان تغيير سلوك المواطنين على الطرق؟
أنا أرى ان أي عمل لكي يعطي ثماراً جيدة في المستقبل، يجب أن يبدأ بالأطفال. لذلك نتعاون مع جمعية اليازا على تنظيم نشاط "تعليم مبادئ سلامة السير" للأطفال في المدارس والأندية حيث يتعلم الأطفال مبادئ سلامة السير بالطرق النظرية في البداية عبر مشاهدة ومضات اليازا الإعلانية، ومن ثم ينفذونها على سيارات اليازا الخاصة للأطفال فيضعون حزام الأمان ويرتدون الخوذة الواقية من إصابات الرأس.
لذلك نطلب من وزارة التربية إدخال مادة السلامة العامة إلى المنهاج التربوي، وتعليم الأطفال الإشارات المرورية على طاولات الدراسة لكي تنمو معهم ويلتزموا بها في المستقبل.
نعم بالإمكان أيضاً تغيير سلوك المواطنين على الطرق من خلال تطبيق القانون وتوعية المواطنين حول قواعد السلامة المرورية.
هل هناك مسؤولية ما على الأهل في هذا الإطار؟
بالطبع تقع على الأهل مسؤولية كبيرة في إرسال أبنائهم لتعلم القيادة وفقاً للطرق العلمية، بالإضافة إلى عدم السماح لأبنائهم تحت ال 18 سنة في قيادة السيارة.
وأرجو من الأهل عدم تقديم إجازة السوق لأبنائهم هدية في عيد ميلادهم أو عند التخرج من المدرسة حفاظاً على سلامتهم وسلامة جميع مستخدمي الطريق.
كما أطلب منهم التيقن من جدارة أبنائهم فعلياً قبل السماح لهم بالقيادة أو استخدام وسائل النقل العام.
هل تعتقدين أن تطبيق القانون يحد من حوادث السير؟
إن بناء المجتمع السليم يبدأ من تطبيق القانون والنظام على جميع المواطنين. لذلك أدعو قوى الأمن الداخلي إلى تطبيق قانون السير بصرامة حفاظاً على السلامة العامة إذ انه من غير المقبول أن تستمر حالة الفوضى على الطرق وشبابنا وأطفالنا يسقطون نتيجة للجهل والإهمال وعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة.
من هنا أدعو الجميع إلى وضع السلامة العامة في خانة الأولويات، وأدعو جميع أهالي ضحايا حوادث السير إلى التحرك والعمل من أجل تجنيب العائلات الأخرى كارثة فقدان حبيب، وأطلب من جميع المواطنين التقيد بقواعد السلامة المرورية ووضع حزام الأمان.