دولة الرئيس سعد رفيق الحريري المحترم
...على الطريق...
الحياة تموت أمّا الموت فلا يموت.
الظلم يموت أمّا العدالة فلا تموت.
وها الموت على الطريق يجمعنا وجعًا وألمًا.
وها العدالة للرفيقة والرفيق تجمعنا رجاءً وأملًا.
يوم بكت عيناي اغتيال الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري وهو في عز العطاء لم أكن أتصوّر أنّني سأبكي بعد أصابع يد واحدة مقتل شقيقتي وهي في عز العطاء. هي أكثر من شقيقة لأنّها رفيقة مشواري بعد صراع رفيق عمري مع المرض فالموت. شقيقتي الصحافية ليليان عطالله إبنة الأربعين عامًا كانت حجر الأساس في هيكل العائلة الذي تصدّع برحيلها كما تصدّع الوطن بغياب الراحل الكبير الشيخ رفيق.
أنت وطن يبكي يا سيّدي. وأنا مواطنة تبكي. وبكاؤنا تعانقه عدالة لن تسكت ويضمّه موت لن يرحم المجرمين الذين اغتالوا والدك وشقيقتي.
أرجو أن تنصفك المحكمة الدولية وتنصف دم والدك! أمّا أنا فمن ينصفني وينصف دم شقيقتي؟
تصوّر يا سيّدي أنّ شابّين كانا يتسابقان على الأوتوستراد واصطدمت سيارة أحدهما بسيارة أختي لتقضي على آخر نفس وآخر حلم وآخر طموح وآخر بسمة. هل يعقل أن يحكم عليهما بجريمة جنحة ويخلى سبيلهما ويتابعان حياتهما وكأنّ شيئًا لم يكن؟ وهل ليليان شيء لم يكن؟!
تصوّر يا سيّدي لو اختار المجرمون اغتيال والدك بحجّة حادث سير واصطدام كبير للسيارات... لكانوا نجوا بفعلتهم المشؤومة وكانوا اليوم خارج جناح المحكمة الدولية وحبل المشنقة الذي أرجو أن يلتفّ حول أعناقهم في أقرب وقت حتّى يختنق الكذب وتتنفّس الحقيقة. فهل يعقل أن يتابعوا حياتهم وكأنّ شيئًا لم يكن؟ وهل رفيق الحريري شيء لم يكن؟
إذا اقتصرت معاقبة قتل الأبرياء بسلاح سرعة السيارات على مجرّد جنحة وبضع ساعات وراء القضبان، سوف ينتصر الظلم ويستفحل الموت على طرقات لبنان ويتفشّى العار الأكبر في ضمير البرلمان ولجانه النيابية التي لم تقرّ حتّى اليوم قانون السير.
لذلك أرجو أن تساعدني يا سيّدي أوّلًا بصفتك رئيس حكومة وأخيرًا وليس آخرًا بصفتك إبن الشهيد رفيق الحريري.
لن أسكت! لكنّ بحّة صوتي بحاجة إلى نبرة صوتك حتّى يسمعه كل من له أذنان.
هكذا تحيا العدالة ومعها يحيا الموت ومعه تحيا الحياة بعزّة نفس.
فما طعم الموت بلا عدالة وما طعم الحياة بلا عزّة نفس؟!
جميلة عطالله فخري