
قداس في حريصا على نية ضحايا حوادث السير برعاية صفير بالتعاون مع يازا
الرقيم البطريركي: نشجع على المزيد من التدابير وتحديث قوانين السير
وطنية -كسروان- 28/11/2010
أقامت إدارة مزار سيدة لبنان - حريصا للسنة الثالثة على التوالي قداسا عن أنفس ضحايا حوادث السير في لبنان في بازيليك سيدة لبنان، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبالتعاون مع منظمة اليازا، وحضور النائب غسان مخيبر، النائب السابق بيار دكاش، مدير الدفاع المدني العميد درويش حبيقة، الرائد رولان الحلو ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، رئيس جمعية اليازا زياد عقل، إضافة الى حشد من أهالي الضحايا.
ترأس الذبيحة الإلهية الامين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الأباتي خليل علوان وعاونه الأبوان سعيد عيراني وسامي راشد، وخدمت القداس ترنيما عائلة آل ضو.
الرقيم البطريركي
بداية، تلا الاب علوان الرقيم البطريركي الذي جاء فيه: "نظرا لتكاثر حوادث السير عندنا وفي العالم، وما يقع من جرائها من قتلى وجرحى، كان قد وجه الطيب الأثر والذكر البابا يوحنا بولس الثاني كلمة الى المؤمنين في 17 تشرين الثاني 2002، لفت فيها النظر الى الأمر، وحذر من تكرار حوادث السير التي غالبا ما يكون سببها قلة الإنتباه، ان لم يكن ما سوى ذلك من طيش وتعب وسهر، وقد تبنت منظمة الصحة العالمية، في العام 2005 نداء قداسته، وأعلنت الأحد الثالث من شهر تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث السير".
وتابع: "لذلك، إنا، وللسنة الثالثة على التوالي، وبطلب من منظمة اليازا والآباء القيمين على مزار سيدة لبنان، ندعو للاحتفال بهذا اليوم في لبنان أسوة بباقي الدول، ونبارك جهود جميع العاملين على تخفيف مآسي الناس من وزارات ومنظمات غير حكومية. نذكر بما نبه اليه الطيب الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، ونشدد على وجوب أخذ الحيطة والمبالغة في الإنتباه الى هذا الأمر. وإننا نثمن جدا كل التدابير التي اخذتها الدولة اللبنانية اخيرا للحد من السرعة على طرقات لبنان ونشجع على أخذ المزيد من المبادرات للحفاظ على أرواح الناس وحمايتها من التهور، ونطالب الدولة بتحديث قوانين السير بحيث تشدد الرقابة على جميع السائقين حفاظا على السلامة العامة، ونوصي أرباب المدارس بوجوب تربية النشىء الطالع على حسن القيادة والتقيد بالقوانين في هذا المجال. ونشجع الأبرشيات والرعايا الذين بدأوا الإهتمام بضحايا حوادث السير على توعية المؤمنين في الكنائس على المساهمة في الحد من الحوادث. هذا ونستودع ارواح ضحايا السير عندنا العذراء مريم، سيدة لبنان، لتتولى أرواحهم بحمايتها وشفاعتها".
العظة
وبعد تلاوة نص من الإنجيل للقديس لوقا، القى الأب علوان عظة أشار فيها الى "انه للسنة الثالثة على التوالي، تحتفل منظمة اليازا وإدارة مزار سيدة لبنان باليوم العالمي لضحايا حوادث السير. وفي خلال هذه السنوات الثلاث يتساءل الجميع عن سبب وجودهم هنا؟ وماذا باستطاعتهم أن يفعلوا في الوقت الذي ذهب فيه أغلى من عندهم، وما من شيء سيرجعهم ويعودونه بالذكرى الأليمة لتلك اللحظة التي غيرت الكثير من الأشياء في حياتهم، هذه اللحظة التي مضت بكل بساطة لا بل بتفاهة، وفي هذه اللحظة الواحدة خطف منا أحباؤنا، وجودنا هنا يطرح علامة استفهام خلاصتها ماذا يمكننا أن نعمل لمن رحلوا عنا؟
وتابع: "ثلاثة مواقف تعيد الينا من فقدناهم: أولا نصلي لكي يحيا الذين ماتوا، إنطلاقا من إيماننا، مسيحيين ومسلمين نؤمن بأن كل انسان مصيره عند الرب هي السعادة الأبدية والله يحفظ له حياة افضل بكثير من التي عاشها على الأرض. العمل الثاني الذي يجب القيام به هو التزامنا لكي لا يموت الأحياء، وذلك من خلال حبنا لأعزائنا الذين رحلوا أن نلتزم بكل القوانين، وذلك كرمى للذين رحلوا، ان من ناحية السرعة أو وضع حزام الأمان وغيرها للتعويض عما لم يستطع القيام به الذي ذهب. وعلى الرغم من انه عمل عاطفي إلا انه قد يؤدي الى عقلانية في الإلتزام. وعن النقطة الثالثة تقديم شيء الى هؤلاء الأحبة الذين غادروا، وهو أن نناضل في سبيل هذه القضية لأنها من أسمى الأشياء واقدسها".
وختاما، حيا الأب علوان منظمة اليازا وكل المنظمات التي تناضل في سبيل هذا الأمر، داعيا كل فرد الى "الإلتزام والعمل في سبيل الحد من هذه الآفة ومساعدة الدولة للوقوف الى جانبها، ومطالبتها عندما يكون تقصيرها ناتجا عن لامبالاة أو تميز وأن نتحول الى رسل ومبشرين لتوعية الناس والمساعدة على تغيير وجه لبنان في قضية تستنزف منا أرواحنا وأرواح أبنائنا".
ثم، قدم أهالي الضحايا القرابين والشموع على نية من خسروهم، وتلا قسم منهم النيات، طالبين من الله ومن السيدة مريم العذراء أن يحضنوا أرواحهم في الملكوت السماوي.
.
إضغط لمشاهدة الصور