شربل فاعور 1980-2006
عَبَر جسراً ...إلى الحياة الأبدية
26 عاماً و لم تستطع قساوة الحياة أن تخطف من شربل ضحكته الساحرة فإذ بإهمال الدولة يخطف حياته بأكملها.من عرفه أحبه واكتشف فيه رقة قلبه واستعداده الدائم وفاءً للخدمة مما يدفعنا اليوم لنكتب القليل وفاءً لأخ ما زال صوته يتردد في أذهاننا وذكراه تسري في عروقنا.
هدفنا اليوم أن نلقي الضوء على فاجعة هزت قلب كل من عرفه علها تهز ضمير المسؤولين لكي لا نخسر شربل آخر ولد شربل فاعور بعد 15 عاماً من الصلاة و التعبد، في بتدين اللقش قضاء جزين، في بيت أجمل ما فيه حنان أم جعلته محور اهتمامها و علة وجودها.كان وحيداً لأهله، لكن روحه المرحة و عشقه للحياة، جعلا من اصدقائه أخوة أحبهم من كل قلبه.
تحدى الحياة و فقرها، وحوّل مطعماً شبه مهجور إلى مكان يعج بالناس وتعمّه الفرحة.فكان له طريقة إستثنائية في التعامل مع زبائنه الذين يتحولون سريعاً الى أصدقاء له، ومن قصده مرة لم يستطع إلا العودة ثانية ليرى شربل صاحب الإبتسامة الطيبة، والجلوس معه للاستمتاع بحديثه الذي لا يخلو من الطرائف. اتجه ليل 23 آب 2006 من جزين الى بيروت، ليسلّم فواتير الخلوي لشركة جبايات في صباح اليوم التالي، بعدما تعذّر عليه إيصالها بسبب حرب تموز.كان قد فاته أنه يعيش في دولة آخر همّها سلامة أبنائها.إتجه على أوتوستراد صيدا – بيروت في ظلمة حالكة بغياب أية إنارة أو إشارة تنبّه من مخاطر الجسور المهدّمة أو ساتر ترابي يفصله عن الحفرة، وإذا به يسقط من أعلى جسر الدامور تاركاً وراءه قلوباً مفجوعة تبكي دماً و عيوناً تشتاق لرؤيته.على من نلقي اللوم اليوم؟ أعلى القدر أم الدولة؟ إلى الدولة نقول: كفى استخفافاً بحياة الناس.فهل يعقل ان يكون قدر الشباب أن يموتوا إما بالحرب أو بحوادث السير. شعاراتكم تغطي الطرقات، فحبذا لو استبدلتم القليل منها بإشارات سير أو حواجز تحفظ سلامة المواطن.
وماذا نقول لشربل، نحن أصدقاؤه وإخوته؟ ما من كلمات قد تملأ الثغرة التي أحدثها غيابه. فقد كنا ننتظر نهاية الأسبوع لنلقاه و نستمتع برفقته المميّزة.
"اشتقنالك، اشتقنا لضحكتك الحلوة، صورتك محفورة بقلوبنا وبكل مكان كنا نقصده معاً" ∆