تذكروا إنو في إم وبيّ وخيّ ناطرينكن ترجعوا بالسلامة!
نالي علوان العلم والدة الفقيدين
مع من أحكي؟ معكم أو مع اللي طلعوا على السماء، ولادي ماري - كلير وعلوان؟ أو مع أخوات ولادي اللي مكملين مشوارهم بهالحياة؟ إذا كانوا ولادي بالسماء عم يسمعوا امُّهم ودمعتها اللي واقفة بعينيها وحرقة قلبها، بقلّن أنّي واثقة إنو نورهم يضوي ظلمة النفق لينوّر على حياتكم اللي بشوف ولادي فيها، وليكون مصدر الإنتباه بالسواقة، لتبقوا لأهلكم وأصحابكم ولتبقوا عينين ويدين وجسم ماري- كلير وعلوان بحياتي اللي بضمكم فيها بمحبتي.
رفعوا عينيكم صوب السماء مع بداية كل نهار.
وكل ما حطيتو ايديكم ع »دركسيون «السيارة، تذكروا ولادي يلي ما بقيوا حدي وتذكروا إنو في إم وب ّ ي وخ ّ ي ناطرينكن ترجعوا بالسلامة.
ولادي عند الله، خلصت أيامهم على الأرض وإنتو اللي باقيين عيشوا بفرح وهدوء وانتباه.
لتبقى عين الله وجروحات المسيح ومحبة العذراء، سلام حاضر وايمان ماشي بحياتكن.
بحبكن متل ما بحب ولادي، ورح ضل حبكن وكلامي لكل إم وب ّ ي ولكل الشباب اللي بشوف فيهن ربيع الحياة.
اعذروا دمعتي وافهموا قوة الإيمان المستندة عليها بقوة الله ومحبتكم Δ
هل قدر شبابنا ان ينتهوا صوراً كتب تحتها
"لن ننساك ابداً"؟
طارق عاصي، الياس نبهان، اندره عقل، زينة حوش، علوان علم، علاء مكارم، نيكولا سليمان، ماري-كلير العلم، جورج خرياطي، رالف ابراهيم، اندي سليمان، محسن ضاهر، شربل فاعور، ايلي داوود.
انهم بعض من ضحايا حوادث السير!
لقد أهدت اليازا ك ً لا منهم عدداً من نشرتها الأسبوعية المتخصصة بالسلامة العامة، لكن إلى متى تمتد هذه القافلة؟
يلاحق شبح حوادث السير الشباب كل يوم ليسرقهم من أهلهم ومحبيهم.
وان كانت التوعية المستمرة التي تعمل عليها اليازا لا تخترق معظم ضمائر مخالفي شروط السلامة المرورية، فلا بد من آذان تسمع صرخات أهالي الضحايا النابعة من القلب.
فجر الأحد ٥ أيلول ٢٠٠5,وقّع (علوان العلم ٢٢ سنة) وشقيقته ماري- كلير( ١٩ سنة) أحد فصول مسلسل حوادث السير في نفق شكا، تاركين والدين و أخ مفجوعين.
كانا في طريق العودة إلى المنزل، من سهرة كانت الأخيرة لهم وهم في ريعان الشباب.
صرخة والدتهم اليوم إلى الشباب الذين ترى فيهم ولديها لتذكرهم بأن أهلهم ينتظرونهم ليعودوا بالسلامة.
انها احدى القصص المأسوية من مجموعة كاملة نتمنى ان تنتهي اصداراتها يوماً ما، لكن الامنيات لا تنفع بل الالتزام بالقانون واحترام حياة الإنسان في لبنان Δ
ماري كلير العلم
ماري كلير
يا ابنتي المعبودة،
لقد انتظرناك طويلاً، ورغبنا بقدومك كثيراً،
وقد استوليت أخيراً على الأرجاء كلها،
في البيت، في تفكيرنا وفي قلبنا.
كنت علة وجودنا،
شمس نهارنا وآمال غدنا
يا حبيبتي، لماذا رحلت بهذه السرعة؟
لو كنت تدرين كم هو أليمٌ
انتظار رؤيتك تظهرين، فجأة،
في تلك الزوايا الأليفة حيث كنت غالباً تختبئين
وتقهقهين للمقالب الشنيعة التي كنت تقومين بها.
ولكن كلا .علينا الامتثال لهذا الواقع الأليم،
لقد رحلت دون أمل بالرجوع .
وتركتنا وحدنا
نحن الذين كنا نحلم بسنوات مقبلة
يمتلئ فيها بيتنا بصراخ الفرح
صراخ أولادك، أحفاد سعداء،
يأتون لبضع ساعات، يقطفون زهيرات الحنان
من قلب الجد والجدة ( التيتا والجدو ).
فرحة كل طفل اليوم،
سعادة الآباء والأجداد الطافحة
كضربات خنجر تؤجج جرحنا
الذي لن يندمل أبداً .
" يا والدي ويا والدتي، لا تسجنا نفسيكما داخل حزنكما
فقد تعرضان ذاتكما للدمار
ما زال عندكما كنوز حب تتقاسمانها مع الآخرين
يمكنها ان تولد ابتسامات عديدة
تردد صدى ابتسامتي، ابتسامة ابنتكما التي احبتكما ".
سوزان البعيني