
الجلسة الافتتاحية لليازا والاتحاد الاوروبي لضحايا السير
30 أيلول 2011 21:34
افتتح تجمع الشباب للتوعية الاجتماعية "يازا" بالاشتراك مع الاتحاد الاوروبي لضحايا السير بعد ظهر اليوم، جلساته للندوة اللبنانية -الاوروبية لجمعيات ضحايا السير وجمعيات سلامة السير، في نادي الصحافة-فرن الشباك، بعنوان "نحو الالتزام بشرعة الشباب: للسلامة المرورية" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، وشارك فيها معظم الجمعيات الثلاثين المنضوية للاتحاد الاوروبي لضحايا السير من أكثر من 25 دولة في أعمال المؤتمر الذي سيستمر الى 3 تشرين الأول المقبل.
حضر الافتتاح النائب محمد قباني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، العميد جوزف الدويهي ممثلا وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، العقيد نبيل عبد الله ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد جوزف مسلم ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس الاتحاد الاوروبي لضحايا السير جان ميش ورئيسة الاتحاد الاوروبي لضحايا السير السابقة بريجيت سودلي، رئيس جمعية "اليازا" الدكتور زياد عقل، رئيس جمعية "اللاسا" اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية جو دكاش، وملكتا جمال لبنان الحالية يارا الخوري مخايل والسابقة رهف عبد الله، ممثلة الصليب الأحمر سابين فرح وممثلين عن الجمعيات التي تعنى بشؤون حوادث السير.
بداية الوقوف دقيقة صمت لراحة أرواح ضحايا السير وخصوصا زينة حوش، مريم صدقة، شربل خريش، طارق عاصي، اندره عقل، ليليان عطاالله، جان مارك صافي وكميل حنا.
بعد كلمة التقديم للآنسة عبد الله، القى جان ميش كلمة، شدد فيها على دعم ضحايا السير، بتسليط الضوء على مشكلات حوادث السير بالضغط على المراجع الحكومية. وطالب بإطلاق حقوق ضحايا السير في الأمم المتحدة، لافتا الى وجود دراسة حول تأثير حوادث السير على الضحايا على موقع "أف إي في آر". وشدد على أهمية اليوم العالمي لضحايا حوادث السير الموافق الأحد الثالث من تشرين الثاني من كل عام.
وتحدثت بريجيت سودلي عن "شرعة حقوق الجمعيات الأهلية التي اجتمعت في بروكسل وعددها حوالى 40 دولة وأصدرت 36 مقترحا منها إدارة سلامة الطرق باعتماد النقل العام، تصاميم السيارات وتدريب الشرطة، ردة الفعل ما بعد الحادث والتعاون ما بين الجمعيات الأهلية.
ثم كلمة ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور تمين صديقي الذي أشار الى التعاون ما بين "اليازا" والاتحاد الاوروبي لضحايا السير، مشيرا الى ان معظم ضحايا السير تكون غالبا في العالم الثالث. وشدد على ان عدد ضحايا السير في لبنان عال جدا والأسباب تعود الى عدم تطبيق قانون السير، عدد السيارات الكبير، القيادة بسرعة، لافتا الى وجوب التشدد باستعمال الرادار والمعاينة الميكانية واستعمال حزام الأمان، معتبرا ان كل هذه الأمور تشكل الرادع للحد من حوادث السير. وشدد على وجوب إقامة حملة وطنية للتوعية في لبنان تتمحور حول تطبيق القانون والبنى التحتية ونظام المستشفيات.
ثم تحدث الدكتور زياد عقل الذي رحب بالمشاركين في الندوة، واشار الى ان العمل الذي تقوم به "اليازا" مع الاتحاد الاوروبي لحوادث السير فاعل جدا، مشيرا الى ان حقوق الضحايا في لبنان منتهكة جدا، واننا في "اليازا" بمشاركة البلديات في لبنان نعمل على تعزيز مفهوم السلامة العامة، وان عدد من البلديات يشيد مساحات بأسم ضحايا السير، والان نتوجه الى بلدة عين سعادة لافتتاح مساحة بأسم ضحايا السير. وتوجه بالشكر الى النائب قباني الذي يعمل على ايجاد قانون سير عصري. وختم: اننا سنصدر توصيات في خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء المقبل واصدار كتاب باللغة الفرنسية.
وتحدث الخبير الدولي لسلامى السير، رئيس اليازا في سوريا، محمد مستو، فأشار الى ان مشكلة الاصطدامات المرورية التي تحصل في الدول العربية تتسبب بمقتل اكثر من 75 الف شخص واكثر من ربع مليون شخص على مستوى العالم، وان اعلى نسب لضحايا السير تحصل في المنطقة العربية حسب منظمة الصحة العالمية، واسباب الحوادث المميتة تعود لخلل او لتقصير بتأهيل واعداد العنصر البشري، السائقين او الركاب، وكذلك لتردي شبكات الطرق وغيرها.
ثم كلمةاشار جو دكاش، الى ان هذه الجمعية اسست لسلامة الطفل، وهذه الجمعية تعمل على 5 محاور هي: سلامة الاطفال داخل المدرسة، دور الحضانة، البيت، والعنف ضد الاطفال، وهذه المواضيع تؤثر كثيرا في مجتمعنا ولكنه يحصل تعتيم على هذا الموضوع ومسايرات ما بين الاهل وادارات المدارس، لذلك اصدرت "اللاسا" بموضوع التنقل المدرسي، دليل سلامة التنقل المدرسي بالتعاون من "اليازا" ونحاول تحديد المسؤوليات ما بين الاهل وادارة المدارس والطلاب من خلال نشر التوعية.
ثم القى ممثل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، العميد جوزيف الدويهي كلمة قال فيها:"اذا لم يكن من الموت بد فمن العته والعيب والحرام والسخف ان تموت او نميت بحادث سيارة. ان الحوادث وخطورتها وانعكاساتها هي وليدة تمازج عوامل عدة تتعلق بالسائق وبالسيارة وبالطرقات وبشروط وانظمة السير. الا ان العوامل البشرية تبقى الاهم اذ تشكل حوالى 80 % من الحوادث الجسدية. وقد اصبحت حوادث المرور والاصابات الناتجة عنها تشكل هاجسا مقلقا وتلقي بظلالها على المجتمع، باعتبارها متصلة باحد الانشطة الحياتية اليومية الا وهو استخدام السيارة في النقل والتنقل. فرغم الجهود الجبارة المتخذة في ما يخص سلامة المركبات وتحديد السرعة وتحسين البنى التحتية ما تزال حوادث السير تشكل نسبة وفيات مرتفعة وعددا كبيرا من الجرحى. وبحسب احصاءات المديرية العامة لقوى الامن الداخلي فقد وقع في النصف الاول من عام 2011، 1929 حادثا قضى بنتيجتها 231 قتيلا وجرح 2617 شخصا. ومن نافل القول ان العوامل الاساسية المسببة للحوادث تعزى في غالبيتها الى حالات السكر والسرعة وانعدام الرؤية وتقادم السيارة واوضاع الطرق، كما تعزى الى الانانية وانعدام ثقافة القيادة. يضاف الى ذلك: حالات التعب والنعس واستعمال الخليوي خلال القيادة ... الخ".
واضاف: "الجدير ذكره ان ما يساهم ايضا في تفاقم حوادث السير هو ضعف العقوبات ونظام منح رخص السوق وعدم وجود مدارس وبرامج متطورة وفعالة لتدريب السائقين. أما المضحك المبكي فهو أن بعض السائقين يتبارون في فنون مخالفة قانون السير، وتعطيل فعالية الأنظمة والوسائل الموضوعة، أساسا لحمايتهم من موت محتم".
ولفت الى انه: "بغية الحد من ضحايا حوادث السير، فقد وضعت وزارة الداخلية والبلديات مشروع الاستراتيجية المرورية الذي عرضت فيه مجموعة أفكار وقدمت اقتراحات مفصلية، إن أخذ بها، نكون قد خطينا خطوة كبيرة في مجال تخفيف عدد الحوادث والضحايا، كما افتتحت هذه الوزارة، أيضا، بالأمس، مركز التحكم بالمرور، الذي سيساهم، جديا بالحد من أخطار حوادث السير. إلا أنه مهما سنت الدولة من قوانين، ومهما تفانت قوى الأمن في تنظيم السير وقمع المخالفات، ستبقى حوادث السير تفتك بالمواطنين وتصطادهم على الطرقات، إذا لم تتضافر جميع الجهود وتتشابك أيدي جميع المسؤولين، كل في ما خصه، لأن هذا الموضوع لا يتعلق بوزارة الداخلية والبلديات، وحدها، من أجل وضع حد لهذه المآسي المجانية غير المبررة. وعليه، تكون البداية من المدرسة، ليتعلم الطلاب أصول قيادة السيارة واحترام قوانين السير، فالعائلة، حيث ينبغي ألا يسمح الأهل لأولادهم بقيادة السيارة قبل الحصول على رخصة سوق، وبعدها يأتي دور الدولة لتقوم بواجبها على الصعد كافة".
واضاف: "أما منظمات المجتمع المدني فلها دور أساسي في هذا المجال، لجهة التوجيه والتحفيز والمراقبة والمساعدة. لذا، نأمل أن تكون هذه الندوة، التي نفتتحها اليوم، خريطة طريق نحو سلامة مرورية أفضل. إذا كانت القيادة ذوقا وأخلاقا، فهل يرتضي أحدنا أن يكون عديم الذوق وعديم الأخلاق؟ المسألة تستحق التفكير".
ثم انتقل الجميع الى بلدة عين سعادة لافتتاح ساحة ضحايا حوادث السير.