وانتصر القانون
الأمس كان يوماً مشهوداً في تاريخ لبنان، خصوصاً بالنسبة الى المجتمع المدني والقضاء الإداري في لبنان.
ففي تاريخ 25/10/2012 صدر قانون السير الجديد رقم 243 بعد عمل شاق استمر 9 سنوات، ضمنه صراع واجهنا فيه الفساد الموجود في الإدارة وخارجها. وهو يمثل ثورة في عالم السير يتقدم لبنان نحو افضل قوانين السير في العالم.
مع تحرك بعض المتضررين، أصدر مجلس الوزراء في تاريخ 27/2/2013 قراره رقم 124 باستئخار تطبيق القانون الجديد، وهو أمر ليس من صلاحياته.
تقدم المجتمع المدني ممثلاً بجمعيتي يازا وRoads for Life ومعهما بعض أهالي ضحايا السير وبوكالة المحامي زياد بارود بمراجعة تطالب بابطال قرار مجلس الوزراء المذكور.
وفي تاريخ 16 أيار 2013 أصدرت الهيئة الحاكمة في مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي شكري صادر وعضوية المستشارين ريتا كرم القزي وشانتال أبو يزبك قراراً بالاجماع بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه.
قرار تاريخي من خمس كلمات أعادت العمل بقانون السير الجديد وسجلت صفحة مشرّفة في سجل مجلس شورى الدولة.
مع تقديم هذا القرار التاريخي الجريء الى الاعلام أود توجيه تحية للقضاة الشجعان شكري صادر وريتا القزي وشانتال أبو يزبك على تأكيدهم أن القضاء السليم هو ضمان أي دولة ديموقراطية.
ثم أوجّه تهنئة الى جمعيات المجتمع المدني Yasa وRoads for Life ومعهم أهل الضحايا على انتصار حققوه بشجاعة وثبات وفاء لأرواح شهداء حوادث السير.
وأود تهنئة الصديق المحامي زياد بارود الذي انتصر للقانون وانتصر بالقانون.
كما أهنئ الشعب اللبناني الذي يرى في القرار ضوءاً مفرحاً وسط الأجواء القاتمة والمظلمة، بأن القضاء يستطيع أن ينتصر للحق متى جلس الشجعان في المواقع التي يستحقون.
النائب محمد قباني