حوادث الشك أو القفز من الأماكن المرتفعة
ممارسي هذه الهواية: الموت أقرب من الماء
مع بدء فصل الصيف، يبدأ هواة الرياضات المائية بالتوجه إلى البحر لممارسة رياضة القفز أو الشك من الأماكن المرتفعة، معرضين حياتهم للخطر، حيث إن الإحصاءات سجلت وقوع 150 حادث بحري في لبنان سنوياً نصفهم تقريباً نتيجة الشك، ومن المؤسف أن هذه الحوادث قاتلة في أكثر الأحيان.
يكمن الخطر على القافز في مواطن مختلفة: أولاً طبيعة المكان الذي يقف عليه للقفز، وثانياً القفز في مياه ضحلة إجمالاً، ومن ثم طبيعة مكان الصعود تحضيراً للقفزة التالية بعد اجتياز الأولى بسلام.
لذلك تتمنى الجمعية اللبنانية للوقاية من الإصابات الرياضية (LASIP) على المواطنين التوقف عن ممارسة هذه الهواية في الأماكن الخطرة والتي تفتقر إلى أدنى شروط السلامة العامة حفاظاً على حياتهم، وتحض المسؤولين على إنشاء أماكن آمنة وفقاً لمواصفات السلامة العالمية.

رياضة القفز إلى الماء من مكان مرتفع أو الشك هواية تمارَس على الشواطىء اللبنانية بكثرة مؤخراً، ونتيجة إما لعدم إدراك ممارسي هذه الهواية لأخطارها، أو معرفتهم بها وتجاهلهم إياها، يعرضون حياتهم للخطر لإمكانية اصطدام أجسامهم بالصخور أو بقعر البحر! من المؤسف أننا لا نتكلم عن حالات نادرة، بل عن مشكلة تتعاظم لتصبح من المسببات الرئيسية للموت بالحوادث البحرية بعد الغرق، بحسب مؤسسة الأبحاث العلمية SRF!..
شباب ومراهقون معظمهم بين 14 و 22 سنة يقفزون على الكورنيش البحري بأجسادهم العارية إلا من لباس السباحة، يستعرضون أسلوبهم بالشك من إرتفاع حوالي 6 أمتار إلى مياه لا يتجاوز عمقها المترين، هذا ليس فيلماً تشويقياً بل مشهد يراه كل من يقصد الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة في بيروت أو في صيدا وفي معظم المناطق الساحلية في لبنان في عطلة نهاية الأسبوع! بالإضافة الى ممارسة رياضة القفز أيضاً في الأنهار ...
إن الخطر لا يكمن بالرياضة بحد ذاتها بل بالأسلوب والمكان التي تمارس بها، حيث إن هؤلاء الشباب يقفون على الكورنيش المخصص للمشاة أو على الحاجز الحديدي الموضوع لحماية المشاة ويقفزون إلى المياه الضحلة والبعيدة عن مكان القفز بحوالي المترين إلى الأمام أي إن المغامر في حال انزلاقه أو عدم ثباته قبل القفز، لا يسقط في الماء إنما على كاسر الموج المصنوع من الباطون المسلح. ولا ينتهي الخطر بوجود الشاب سالماً في الماء، وإنما يستمر بصعوده إلى المكان الذي انطلق منه ليتحضر للقفزة الثانية حيث إن المكان الذي يصعد منه غير مخصص للصعود، أي إن الشباب معرضون ثانية لخطر السقوط أثناء صعودهم أيضاً، وعبثاً حاولت جمعية الجمعية اللبنانية للوقاية من الإصابات الرياضية "LASIP" إيفاد أعضاء للتكلم مع هؤلاء الشباب والمراهقين، إلا إن جوابهم في معظم الحالات كان: "كلها موتة، الإنسان لا يموت إلا مرة واحدة". وعند سؤالنا لهم: ماذا تفعل إذا أصبحت مقعداً نتيجة هذه الهواية ولم تمت؟ عندها كان الصمت هو الجواب الذي حصلنا عليه منهم.
من المسلم به علميا،ً يجب أن يكون عمق المياه مترين إذا كان القافز يقف على مستوى سطح الماء، أما من ارتفاع 6 أمتار، فيجب أن يكون عمق المياه 5 أمتار كحد أدنى، وأيضاً يجب أن تكون منصة القفز فوق الماء مباشرة بحيث إذا انزلق القافز يقع في الماء وليس على جسم صلب كما هي الحال على شواطئنا.
توصيات الجمعية اللبنانية للوقاية من الإصابات الرياضية
- إصدار قرار من وزارة الداخلية أو من البلدية المعنية بمنع هؤلاء الأفراد من ممارسة هذه الهواية الخطرة، بما أن القانون لم يلحظ هكذا ممارسات ولم يمنعها .
- الطلب من البلديات المعنية إيجاد مكان آمن وتهيئته لممارسة هذه الرياضة من قبل المواطنين بأمان وفقاً لمواصفات السلامة العالمية.
- التشدد من الأهالي بمعرفة المكان الذي يذهب إليه أولادهم للسباحة به، والتأكد من عدم ممارستهم لهذه الهواية بعد شرحهم لأخطارها وذلك بأسلوب لبق بعيداً عن أسلوب الأمر والنهي!
- فرض رقابة مستمرة على المناطق التي تُمارس فيها هذه الهواية ومنع هؤلاء المراهقين من ممارستها بشكل عشوائي، خصوصاً إن الشريط الشائك الذي وضع في بعض الأحيان لم يعط النتائج المرجوة منه بعد تجربة بلدية بيروت في عين المريسة حيث إن ممارسي هذه الهواية استمروا في القفز من نفس المكان ومن بين الشريط الشائك مما زاد نسبة الخطر بدل أن يخفضها!
وأخيراً إن جمعية LASIP تشجع كل أنواع الرياضات والهوايات البحرية إنما مع مراعاة أصول السلامة العامة وتتمنى للجميع صيفاً ممتعاً وآمناً.