رياضة الغوص تحت الماء امتع الرياضات البحرية
اخطارها في حال عدم التقيد بشروط السلامة
ان رياضة الغوص تحت الماء هي من امتع الرياضات البحرية، الا انها خاضعة لقوانين وشروط تضمن السلامة العامة. يجب على ممارس هذه الهواية ان يكون على معرفة تامة بها والا يعرض حياته للخطر.وبما ان هذه الرياضة اصبحت شائعة جداً في لبنان وهي على انتشار متزايد، قامت اليازا بدراسة أخطار الغوص وسبل الوقاية منها.
ليس جسد الانسان مهيأ للتنفس تحت الماء لذلك يجد نفسه في محيط عدائي ويتعرض إلى مشاكل عديدة ومعقدة في حال لم يخضع الى القوانين الفيزيائية والفيزيولوجية لعملية الغطس. هذه القوانين ليست قابلة للمناقشة وهي مبنية على أسس علمية توصلت اليها مؤسسات دولية بعد اجراء تقييم او فحص طبي للغطاسين.

يتوجب على كل شخص يرغب بتعلم هذه الهواية ان يتدرب عليها أولاً في معهد او ناد مخول تعليم هذا النوع من المهارات البحرية واصدار الشهادات المؤهلة للغوص، وذلك بعد ملء استمارة تسجيل تتضمن اسئلة طبية مفصلة عن صحته بهدف كشف المشاكل المحتملة والتي قد تتطلب معاينة اختصاصي. اما ابتداءاً من سن الاربعين ينصح باجراء فحص طبي سنوي، حيث ان هناك حالات تمنع فيها ممارسة هذه الهواية.
الضغط الجوي والمائي
تعتبر العشرة أمتار الأولى هي أخطر مرحلة في الغوص لاسباب تتعلق بالضغط الجوي والمائي.
تحيط بالكرة الارضية طبقة هوائية تسمى الجو، يساوي وزن هذه الطبقة الهوائية على مساحة الارض 1 ضغط جوي ( (one bar ومع صعودنا عن سطح البحر ينقص الضغط الجوي 0,1 ضغط جوي كل 1000 متر.
ويزن ليتر الماء على درجة صفر، 770 مرة اكثر من ليتر الهواء، لذا ان النزول في الماء عن مستوى البحر يزيد الضغط بمقدار 1 ضغط جوي كل عشرة امتار.لذلك يرتفع اجمالي الضغط الذي يحيط بنا عند الغوص عشرة امتار،من 1 (ض ج) الى 2 ( ض ج) اي ارتفاع مئة في المئة، اما عند الغوص من عمق 40 متر الى 50 متر يرتفع الضغط من 5 (ض ج) الى 6 ( ض ج ) اي ارتفاع 20 في المئة.
مرض انخفاض الضغط
يحمل الغواص قنينة مملوءة بالهواء المضغوط بضغط عالي (200 ض.ج ) وليس بالاوكسيجين كما هو شائع عند العامة. كما يحمل آلة في الفم موصولة بالقنينة يسمى جهاز تخفيف الضغط وذلك يهدف إلى اطلاق هواء القنينة بضغط معتدل. فكلما زاد عمق المياه يزداد الضغط على الغواص، عندها تمتص سوائل الجسم الغازات وتدخلها إلى الخلايا والأنسجة.
ان الخطر الاول الذي قد يتعرض له الغطاس هي الإصابة بمرض انخفاض الضغط Decompression Sickness حيث يكون الغواص اثناء الصعود كقنينة مياه غازية يجب فتحها باحتياط لتجنب خروج الغاز بشكل سريع يشكل فقاعات. يؤدي هذا المرض الى ألم حول المفاصل والعضلات المحيطة بها ،صعوبة في التنفس، ضيق في الصدر وضعف في تحريك الأطراف وشلل نصفي أو كلي دون أي ألم في الأطراف بالاضافة الى شحوب الوجه ورؤية غير واضحة، ألم في المعدة وصولاً الى الوقوع وفقدان الوعي .

الأسباب
تتلخص أسباب الإصابة بمرض انخفاض الضغط بصعود الغواص السريع، وانتقاله من الضغط العالي الذي يحيط به الى الضغط المنخفض دون مراعاة زمن الغوص وعمق المياه ومبادئ الصعود في الغوص مما يؤدي الى تحول النيتروجين الموجود في جسمه الى فقاعات تسد شرايين الدم وتمنع وصوله الى الرئتين وتسبب صعوبة في التنفس. يعتبر الغوص مرات عدة في اليوم الواحد دون ترك وقت كافٍ لخروج غاز النتروجين من الجسم من الأسباب المؤدية إلى هذه الإصابة. عندما تجتمع هذه الفقاعات في القلب، تؤدي الى عدم انتظام خفقانه كما انها تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي و أنسجة الأربطة والأنسجة الغضروفية التي تمتص الغازات بشكل بطيء وتتركها ببطء أيضاً.
الوقاية والعلاج
للعلاج من مرض انخفاض الضغط، يمدّد المصاب على لوح خشبي مائل حوالي 45 درجة على أن يكون رأسه نزولاً وقدميه صعوداً لمنع وصول الفقاقيع الهوائية إلى الدماغ. ويعطى الأوكسيجين النقي إذا كان متوفراً ثم ينقل إلى أقرب مستشفى متوفر فيها غرفة لإزالة الضغط. لكن بما ان الوقاية هي خير من علاج يجب على الغواص أن يخطط قبل الغوص آخذاّ بالاعتبار النقاط الآتية :
- عمق المياه التي سيصلها
- مدة بقائه في قعر البحر
- الوقت الذي سيحتاجه للصعود بطريقة سليمة حسب مبادئ الصعود في الغوص
- الخطوات التي عليه القيام بها في حال اضطراره للصعود المفاجئ من الأعماق
سكر الاعماق
ان ازدياد الضغط على غاز النيتروجين في جسم الغواص يؤثر على عقله ويزداد خطورة على عمق 30 متر وما فوق وهذا ما يسمى بسكر الاعماق((Nitrogen )Narcosis.
تكمن هذه الخطورة في عدم استطاعة الغواص التركيز والتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تواجهه أثناء الغوص وإلى فقدان تناسق الحركات بشكل تام والى خللٍ عميقٍ في الوعي. لكن من الممكن الخروج بسرعة من هذه الحالة عبرتقليل العمق بحيث لا تترك هذه الاصابة أي أثر جانبي سوى أن الغواص قد لا يتذكر ما حدث له أثناء الإصابة .
تمزق الرئة
تحدث إصابات تمزق الرئة عندما يصبح ضغط الهواء الموجود في رئتي الغواص اكبر من الضغط المحيط به وهذا ينتج عن صعود الغواص حابساً انفاسه. فعندما يخف الضغط حوله يتمدد حجم الهواء داخل رئتيه ويسببب تمزقاً في الرئة او في احد اعضاء الجهاز التنفسي. ويجب على الغواص أن يتنفس بشكل طبيعي لتجنب حصول هذه الاصابة، وفي حال الصعود الاضطراري، يمكنه زفر الهواء المضغوط في صدره بشكل مستمر خلال صعوده بطريقة الصفير.
الضغط على الاذنين
نتيجة لعدم معادلة الضغط الداخلي للجسم والضغط الخارجي المحيط به، يمكن ان يصاب الغواص بألم في الاذنين او في الجيوب الانفية حول العينين وقد ينزف من الأنف او الفم او الأذن في حال ثقبت طبلة الاذن.
ولتجنب هذه الحالة يجب على الغواص معادلة ضغط اذنيه بشكل مستمر وعدم الغوص في حالة الاصابة بالزكام حتى في حال تناوله الادوية المضادة للزكام.
ارشادات ونصائح
على الغواص ان يتنبّه الى عدة امور تقيه التعرض للخطر اثناء ممارسته هذه الهواية:
- ان يكون سباحاً ماهراً
-ان يختار الالبسة المناسبة ويفحص كل العدة بدقة
-ان يشرب كميات كبيرة من الماء قبل وبعد الغوص ويتجنب شرب الكحول وكل انواع المخدارت
-عدم ممارسة الغوص بشكل منفرد
-عدم تعلم الغوص بواسطة صديق او قريب بل عبر مركز الغوص المحترف
-ان يتعلم كيفية تجنب الحوادث والمشاكل التي قد يتعرض لها
-ان يتحضر بشكل كامل قبل اي عملية غوص
-ان يبقى في حالة وعي وتيقظ اثناء الغوص وعدم تجاوز الحدود
-ان يتجنب اي مجهود جسدي في الساعات الستة الاولى التي تلي الخروج من الماء
-ان يحترم المدة والقواعد التي تتعلق بالصعود الى المرتفعات بعد الغوص او السفر بالطائرة
-ان يتابع كل جديد في هذا المجال
ويهم اليازا ان تذكر اخيراً بأن هذه الاصابات تكون نادرة في حال التزم الغواص بإرشادات السلامة. وذكرنا لهذه الأخطار ليس بهدف التخويف انما لفت النظرالى ما قد يحصل في حال لم تمارس في إطار مركز الغوص المحترف.وكل صيف وانتم سالمين .