-
اعداد: شربل نوار عضو في "اليازا", السبت 25 تموز 2015 07:00
حددت الشركة المصعنة للدراجات الرباعية الدفع او الـATV، في مواصفات الآلية بانّها غير مخصصة للطرقات المعبدة. ولانّه في لبنان يفضل كثيرون اتباع قاعدة "خالف تُعرف"، فاننا غالباً ما نلحظ استخدامها بكثرة على الطرقات العامة، ما زاد من مخاطر السلامة المرورية من جهة، كما أدى الى وقوع حوادث أدت الى مقتل سائقيها من جهة اخرى.

لم تحد الحملة التي قامت بها "اليازا" والجمعية اللبنانية للوقاية من الاصابات الرياضية " لاسيب"، حول سلامة استعمال الدراجات الرباعية الدفع قبل سنوات، من ايقاف عجلة الموت المرتبطة باستخدام تلك الآليات، وان كان الوعي تجاه استخدامها بشكل آمن قد ارتفع بنسب ملحوظة مؤخراً. حتى وإن كانت تلك الاليات تسير على اربع عجلات الاّ انّها لا تشبه قيادة الدراجة العادية، لانّها حقيقة تُعد أكثر خطورة منها. تتراوح قوة محركها من 90CC الى 800CC ، وتستهلك وقودا كما بقية السيارات العادية، على ان قيادتها أصعب بكثير، وينصح خبراء بانّ قيادتها يجب ان لا تتخطى الساعتين من دون استراحة لنصف ساعة. واذا كانت الدراجة الرباعية الدفع تُعد الافضل الى عشاق الجبال، فانها تمثل خطورة اضافية، تزداد ايضاً على الطرقات المعبدة، ويعود ذلك لسبب رئيسي بانها غير ثابتة وتهوي بسهولة، كما انّ تجهيزاتها تختلف باختلاف المنطقة المقصودة والظروف المنوي القيادة فيها.
ويمكن أن تُقسم التجهيزات الى ثلاثة اقسام:
• قسم يتعلق بالماكينات كأن تكون الـATV خلفية الدفع أو 4×4.
• قسم يتعلق بجسم الـ ATVكالدفاعات والإضاءة وغيرها.
• قسم يتعلق بالنقطة الأكثر أهمية في الدراجة وهي صلة الوصل بينها وبين الأرض ألا وهي الإطارات.
ويُفترض هنا ان يتم استخدام وسائل الإتصال اللاسلكي والـ GPSلتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية. ولا يجب أن ينسى أحد ارتداء الخوذة الواقية لما لها من اهمية في تقليل نسبة خطورة الموت، مترافقة مع القفازات الخاصة والحذاء.
غزت هواية قيادة الدراجات الرباعية الدفع المناطق اللبنانية سواء الجبلية أو الساحلية منها، بحيث لم تعد تقتصر هذه الهواية على الرياضيين فقط، بل أصبحت معممة لتشمل كل محبي النشاطات الترفيهية. وبذلك تحولت هذه الدراجات بسرعة قياسية الى آلية عشوائية كانت قد حددتها الشركة المصنعة على انّها خاصة للاستخدام الزراعي كالفلاحة والري وقص العشب ونقل البضائع في الحقول والمزارع اضافة الى المناطق صعب الوصول اليها، لتتحول الى آلية نقل عادية كالسيارات والدراجات النارية. وساعد في ذلك الانتشار الواسع، طبيعة لبنان وجباله الغنية بالاودية، وما أكثر من الطرقات الوعرة التي قد يجد فيها الشباب أقصى مغامراتهم اثناء قيادتها، وخصوصاً انّها تعطي احساساً بالثقة لسائقيها، وتحديداً لهؤلاء الشباب الذين ينشدون "البهورة" والعروضات الجماعية والخاصة.
وبحسب المعنيين في جمعيات الحد من حوادث السير والتوعية، فانّ مخاطر قيادة الـATV، تفوق قيادة اي آلية ثانية، لانها مهيأة للانزلاق سريعاً عند المنعطفات الحادة. ويجب على السائق أن يكون ملماً بشروط قيادتها ويتمتع باحترافية عالية، من هنا تتضح ايضاً صورة جلية ترتبط بدور الدولة والبلديات على وجه الخصوص في تنظيم هذا القطاع من خلال شرطة البلديات التي يجب أن تكون منتشرة في المناطق. كما يتضح دور الاهل في توجيه اولادهم وعدم شراء تلك الآليات لاطفالهم أو مرافقتهم بشكل مباشر أثناء ممارسة تلك الهواية، لمنعهم من القيام باعمال بهلوانية، لكي لا تتحول تلك الدراجة الى وسيلة للانتحار.
توصيات
تقدم الجمعية اللبنانية للوقاية من الإصابات الرياضية (LASIP) بعض التوصيات اللازمة للحفاظ على سلامة سائقي الـATV:
• اجراء فحص وصيانة دورية للدراجة.
• عدم إهمال أي عطل ولو كان بسيطاً، لا سيما إن الأعطال البسيطة تكون في القطع الإستهلاكية ذات التكلفة البسيطة في أول الأمر إلا إن إهمال إجراء الصيانة قد يؤدي إلى إمتداد الأعطال إلى القطع غير الإستهلاكية وهي غالباً ذات تكلفة مادية مرتفعة.
• تجهيزات خاصة تساعد في الخروج من المشكلات التي قد تعترض سائق الدراجة النارية الرباعية، ومنها: منفخ الهواء، شمعات احتراق (بوجيات) ونش قطر، قطارة خلفية، لمبات للإضاءة (بروجوكتورات) وغيرها.
• وسائل الإتصال اللاسلكي واﻠ GPS لتحديد المواقع عبر الاقمار الاصطناعية.
• وللرحلات الجماعية، يتطلب تجهيزات يجب مراعاتها وهي من مسؤولية منظمي الرحلات كالتأكد من ضغط الإطارات للمجموعة ووجود عناصر لتنظيم السير والمسار وعناصر استطلاع خط الرحلة وغيرها.
• الخروج في رحلة جماعية مع فرق تنظيم محترفة لأن ذلك سيكون له دور كبير في سلامتك الشخصية.
الـATV في قانون السير الجديد
• المادة 197: لا يجوز لأي شخص قيادة أي مركبة آلية على الطريق ما لم يكن حائزاً على رخصة سوق تخوله قيادة مثل تلك المركبة وعلى السائق أن يكون حاملاً هذا الرخصة أثناء سوق المركبة ولا يجوز للحائز على رخصة سوق لفئة معينة من المركبات أن يستعملها لسوق مركبة من فئة أخرى إلا أذا كانت من دون الفئة أو الفرع المرخص له بقيادتها على أن يطبق هذا المبدأ على الدراجات الآلية ومركبات الـATV.
• المادة 199: مركبة الـATV العمر الادنى 18 سنة خصوصي.
• المادة 277: تُعتبر مركبة الـATV، كل مركبة آلية ذات أربع عجلات يزيد وزنها فارغة عن أربعماية كيلو غرام وتكون بمثابة سيارة أو يقل وزنها فارغة عن أربعماية كيلوغرام وتكون بمثابة دراجة آلية ويحدد سيرها على الطريق العام أو خارجه حسب مواصفات الصانع على أن يذكر ذلك في رخصة السير.
• المادة 295: يجب على سائقي الدراجات الآلية ومركبات الـATV، استعمال الأضواء في الأوقات كافة وفي حال المخالفة تسحب منهم نقطتان.
تجهيز اﻠ ATV وصيانتها قبل الرحلة
يجب تجهيز اﻠ ATV بما يتناسب مع الرحلات وخصوصية كل واحدة على حدة، فاذا كانت رحلة الى المناطق الثلجية، يجب تثبيت الجنازير المخصصة لذلك وهي غير تلك المخصصة للمركبات، ومن المهم أيضاً تركيب عازل الهواء للوقاية من صقيع الهواء.
تختلف التجهيزات باختلاف المنطقة المقصودة والظروف المنوي القيادة فيها. تنقسم التجهيزات عموماً إلى ثلاثة أقسام:
• قسم يتعلق بالماكينات كأن تكون اﻠ ATV خلفية الدفع أو 4×4.
• قسم يتعلق بجسم اﻠ ATV كالدفاعات، الإضاءة وغيرها.
• قسم يتعلق بالنقطة الأكثر أهمية في الدراجة وهي صلة الوصل بينها وبين الأرض ألا وهي الإطارات.
حوادث الـATV
عشق هواية قيادة دراجات الـATV، ادى بعدد كبير من أصحاب تلك الدراجات الرباعية الدفع الى الوقوع ضحية نتيجة حوادث سير ادت الى مقتل البعض وجرح العشرات. كثيرون لم ينسوا بعد رغم مرور السنوات حادثة مقتل الشاب الياس كمال عقيقي (24 عاماً)، الذي لم يعلم انّ الدراجة التي عشقها ستكون سبباً في وفاته، فلم تكن لحظات بعد خروجه من منزله في ذوق مكايل، وهو يقود دراجته الرباعية الدفع، حتى كان الموت يتربص به، فوضعه القدر بين سيارتين على اوتوستراد جونية- ادما. حينها لم يلحظ السائقان وجوده بينهما، مقتربين أكثر فأكثر، فحاول الياس مضاعفة سرعته الاّ انّه لم يفلح، فكان ان قذفته سيارة الى الرصيف فأُصيب في رأسه ليدخل بعدها في غيبوبة يفارق اثرها الحياة. ومعظم الحوادث التي تحصل تكون عادة ناتجة عن مخالفات كثيرة ابرزها السرعة الزائدة والاهمال، اضافة الى الافراط في تناول الكحول وعدم التقيد بوسائل الوقاية. نضف اليها الحماسة الزائدة لدى البعض وانعدام الرقابة، وعدم اختبار اصول قيادة هذا النوع من الاليات. ناهيك عن الشباب دون سن الثامنة عشرة والذين يقودون هذه الدراجات دون تعليمهم المبادئ الاساسية للقيادة.