صراع النقابات يفتح الباب لاستيراد سيارات تُهدّد السلامة العامة
قضية التحايل على القوانين لاستيراد سيارات مضروبة في هيكلها الأساسي (الشاسي)، تعود الى الواجهة مع الكشف عن محاولات لتأسيس نقابة جديدة، يقول نقيب أصحاب معارض السيارات في جبل لبنان، أن هدفها الاساسي تشريع استيراد سيارات تهدّد السلامة العامة لتحقيق ارباح خيالية على حساب حياة الناس.

هل يسمح باستيراد سيارات مماثلة؟
أكد نقيب أصحاب معارض السيارات في جبل لبنان وليد فرنسيس لـ"الجمهورية"ان النقابة "لطالما عملت على خدمة القطاع وحققت أكثر من 30 انجازاً لمصلحة القطاع، وضمنها كان السعي من أكثر من 10 سنوات لاستصدار قرار بوقف استيراد السيارات المضروبة إلى أن تجاوب مع مطلبنا وزير المالية محمد الصفدي منذ سنة وأصدر مذكرة أبلغ فيها المدير العام للجمارك بالانابة شفيق المرعي الذي بدوره بلّغ الجمرك ومنع دخول السيارات المضروبة في هيكلها الاساسي (الشاسي).
الا أن هذا القرار لم يرق لبعض تجار السيارات واحتجوا لدى المسؤولين، فسُمح لهم مجدداً باستيراد السيارات المضروبة والتي لا تشكل خطراً على السلامة العامة، شرط أن تتم الاشارة في الوجه الآخر لشهادة الاستيراد الى ان "هذه السيارة مضروبة". الا ان هذا القرار لم يشدّد عليه الجمرك والسيارات المضروبة في هيكلها الاساسي تدخل لبنان ولا من يمنعها.
تابع فرنسيس: ومن اجل تشريع دخول هذه السيارات قرّر هؤلاء التجار ومنهم من هو مسجل في نقابة أصحاب السيارات في جبل لبنان الانشقاق عن هذه النقابة وتأليف نقابة أخرى تحت اسم آخر هو نقابة مستوردي السيارات. هذه النقابة الجديدة مدعومة من أحد نواب الجنوب وتهدف الى استيراد سيارات مضروبة انما بصفة رسمية وشرعية، لأن النقابة الحالية تتشدّد حيال استيراد هذا النوع من السيارات، التي تؤمّن أرباحاً أكثر وكميات الاستيراد منها متاحة ومتوفرة.
دور وزارة العمل
حيال هذه المشكلة تقدمت النقابة بكتاب الى وزارة العمل تعترض فيه على الترخيص المقدّم لتأسيس نقابة مستوردي السيارات المستعملة في لبنان،لأن عملها لن يختلف عن عمل نقابة أصحاب معارض السيارات، باستثناء انها ستشرّع ادخال السيارات المضروبة. كما طلبت النقابة في الكتاب إلغاء الانتخابات المقرّرة يوم الاحد المقبل، الا أن هذين المطلبين لم يلقيا آذاناً صاغية، فتم الترخيص لهذه النقابة وهي ستجري انتخابات لمجلس ادارتها يوم الاحد المقبل.
ورداً على سؤال، أوضح النقيب فرنسيس أن نقابة أصحاب معارض السيارات تستورد السيارات لمعارضها وهي ليست في حاجة الى نقابة استيراد. وكشف ان 40 في المئة من المسجلين في هذه النقابة الجديدة لديهم معارض ولا يستوردون السيارات، والقيمون على النقابة يريدونهم الى جانبهم في النقابة كزيادة عدد. واللافت أن المرشح للنقابة الجديدة لا يزال مسجلاً في نقابة اصحاب معارض السيارات وهو عضو اساسي فيها وهو معروف باستيراده للسيارات المضروبة.
تجاه هذا الواقع، كشف فرنسيس ان نقابة أصحاب معارض السيارات في جبل لبنان تعتزم التقدّم بشكوى أمام مجلس شورى الدولة للطعن في هذه الانتخابات، وقال: نأمل من وزير العمل بعدما ارسلنا اليه مذكرة مرتين نعترض فيها على الترخيص والانتخابات إبطال الانتخابات او تأجيلها، علماً أننا تقدمنا منه منذ 5 أشهر بطلب للقائه ولم يعطنا موعداً بعد، في الوقت الذي يدر فيه قطاع السيارات المستوردة 4 ملايين دولار يومياً على خزينة الدولة.
وناشد فرنسيس المواطنين قبل شراء أي سيارة اجنبية غير مسجلة في لبنان الاطلاع على الوجه الاخر لشهادة الاستيراد والتأكد ما اذا كتب عليه عبارة مصدومة.
نقابة أصحاب المعارض
وكانت نقابة أصحاب معارض السيارات اعتبرت في بيان أن طلب التأسيس لنقابة جديدة في هذا القطاع يهدف الى ضرب الاهداف التوحيدية للنقابات وشرذمتها خصوصا وان الخلاف يرتكز مع الذين تقدموا بطلب الترخيص في رفضهم لقرارات النقابات التي قضت بعدم جواز استيراد السيارات المضروبة على هيكلها (الشاسي الاساسي للسيارة) الى لبنان وذلك حماية للمستهلك اللبناني.
وبالتالي، فان عملية سعيهم للترخيص هو لكسر هذا القرار واعادة استيراد السيارات المضروبة على هيكلها، وهذا ما كنا قد نبّهنا منه وزارة العمل بكتاب مشترك من النقابات المعنية منذ سبعة اشهر الا انه تمّ اخفاء الكتاب المذكور.
لذلك، تصرّ النقابات المعترضة على وزير العمل فتح تحقيق بالموضوع حول اخفاء كتاب الاعتراض من ملف الترخيص والذي بني على اساس انه لا نقابات مشابهة للترخيص المعطى.