يوم أمني بإمتياز.. من دون تمييز!

هو يوم بدء تطبيق قانون السير الجديد رسميًا وفعليًا على الأرض. القوى الأمنية منتشرة على الطرقات والمواطن ولأول مرّة ملتزم.
رهبة القانون ملفتة في شوارع بيروت والأغرب من ذلك أن نجد من هو مع قانون السير ومن يطبقه بسرور ومن دون أي تذمًر.
نلاحظ أن جميع السيارات متساوية في الإلتزام، لم يعد هناك من يضع على سيارته أية إشارة ليمر على الحاجز دون أي تفتيش أو مساءلة في حال عدم التقيّد لأن وبحسب القانون وضع هذه الإشارات هو بحد ذاته مخل ويكلّف صاحبه غرامة مالية ليست بقليلة.
في حديث مع أحد سائقي السيارات العمومية أو “التاكسي” لاحظت أنه أولًا وقبل البدء بالحديث معه يضع حزام الأمان وعند سؤالي عن رأيه بقانون السير وعقوباته قال: ” أنا من زمان بحط الحزام والآن لا بد من أن يلتزم النّاس لأن هذا القانون هو من سيحمي الجميع”.
تعجبت بموقفه، فالجميع يتذمر من القانون الجديد على إعتبار انه ليس إلّا “قصاص” للمواطن.
عندما تسير في الشوارع اليوم ترى الحواجز الأمنية منتشرة والعناصر الأمنية في حالة تأهّب غريب من نوعه، فوصف أحد المارّة المشهد قائلًا :” أنظروا كأنهم ينتظرون فريسة”.
هناك من يتهم العناصر الأمنية بالفساد وإبتزاز المواطن، بالأخص في موضوع الغرامات في حال المخالفة ،لكن المشهد اليوم يبدو مختلفًا، من هذا المنطلق لا بد من القول أن اليوم فرصة جديدة للدولة لإثبات وجودها وإلتزام المواطنين هو أكبر دليل، على امل ان “تغربل” المؤسسة العسكرية عناصرها لنطهّر مؤسًساتنا العامة ممًن يفسد سمعتها.
وحده القانون يحمي المواطن وبذلك على كل المؤسسات العسكرية والقضائية مراقبة من يراقب تطبيق القانون كي نحمي أنفسنا والدولة من خطر الظّلم والفساد وكما يقال : ” كي لا يذهب الصالح بعزاء الطالح”.